هو العبادة رغم أنه صريح الحديث مع أن أهل المجلس من غير أهل العلم أدركوا بفطرتهم العربية ما في لفط الحديث من البيان الصريح وإن لم يعرفوا كيف يعبرون عن الحصر وطرقه فزادني هذا يقينا بما كنت أقوله كثيراً في دروسي ومجالسي: من نعمة الله عليكم أيها الجزائريون (١) أنكم تنطقون بالعربية وأن أساليبها لا تزال مستعملة في ألسنتكم فهذا مما يقربكم من فهم كلام الله وكلام رسوله عليه وآله الصلاة والسلام، فيسهل عليكم الاهتداء بالكتاب والسنة.
الثانية: أن أحد الشيوخ المنتمين إلى الطريق لما سمعني أستدل بكلام الجنيد على لزوم وزن الأعمال والأقوال والأحوال والفهوم بالكتاب والسنة قال لي: "وما الجنيد إلا واحد من الناس" وما صار الجنيد واحداً من الناس إلا يوم استدللت بكلامه ومن العجيب أن هذا الذي يقول هذا ليرد ما ذكرته من كلام الجنيد الذي هو ثابت في نفسه بأدلته من كلام الله وكلام رسوله- يريد أن يثبت التصوف في الكون للمخلوقات حتى في قفزة الهر على الفأر مستنداً في ذلك إلى كلام رجل لا مستند له من كتاب ولا سنة وينسى أن يقول فيه أنه واحد من الناس، وبعد هذا فأنا غير آيس من مثل الأخ الأول والأخ الثاني أن تكون مذاكرتنا معهما منبهة لهما على لزوم فهم الدين بفهم الكتاب والسنة وكلام السلف الصالح من الأئمة وفهم كلام العرب وأساليب العربية فمثلهم من اعتنى بذلك واهتدى به ودعا إليه.
[مظاهر الاتحاد]
كنا إذا حللنا بلدة فيها من إخواننا الميزابيين يهرعون إلينا مثل بقية إخوانهم من أهل البلدة وفي بعض البلدان تسبق ضيافتهم ضيافة غيرهم ثم تجد الضيافة عندهم تشمل أهل البلدة وأعيانها وتجد الضيافة عند