للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويتعامى ولن يقود الخطر إليهم ويصبه بيده عليهم.

آه، ما أحْوجنا- معشر المسلمين- إلى أمثال هذه النملة!

الآية الخامسة وهي: ١٩ من النمل (٢٧):

{فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}.

[الألفاظ والتراكيب]

التبسم: إنفراج الشقنين على الأسنان، وقد يكون للغضب وقد يكون للسخرية وقد يكون للضحك، وهو الأكثر وهو بدايته ولهذا قيد بضاحكا. أوزعني أن اشكر: ألهمني شكر نعمتك وتحقيقه في اللغة والتصريف أنك تقول: وزعت الشيء أي كففته وأوزعني الله الشيء أي جعلني أزع ذلك الشيء أي أكفه. كما تقول ركبت الفرس وأركبني زيد الفرس أي جعلني أركبه، فأوزعني شكر نعمتك أي إجعلني أزع أي أكف شكر نعمتك أي أمنعه من أن يذهب عني وينفلت منِّي، فالمقصود اجعلني ملازما لشكرك فلا أنفك لك شاكرا. نعمتك: عام يشمل كل نعمة لله عليه وعلى والديه. وأن أعمل: معطوف على أن أشكر فيقدر مثل تقديره كما تقدم. ترضاه: وصف مؤكد للتقييد على ما سيأتي لأن العمل الصالح مرضي عنه الله. وإنما ذكر الوصف ليفيد أن رضى الله مقصود بالعمل الصالح. أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين: إجعلني معهم وأكمل الصالحين الأنبياء والمرسلين صلى الله وسلم عليهم أجمعين، وتحقيقه أن الصالحين بما امتازوا به من كمال صاروا كأنهم في حمى خاص بهم لا يدخل عليهم فيه إلا من كان مثلهم

<<  <  ج: ص:  >  >>