{وَالْأَرْحَامٍ} بالجر في قراءة الشاميين، وقول عائشة لفاطمة رضي الله عنمها:"عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم" ويحتمل أن يكون على تقدير مضاف هكذا بدعاء نبيك في العبارة الأولى وبدعائك في العبارة الثانية، لأنه إنما سأله أن يدعو لك، فيكون التوسل بدعائه ولقوله: فشفعه فيَّ أي اقبل دعاءه لي. وجملة (فشفعه) معطوفة على جملة (أسألك)، وجملة (اني توجهت بك) معترضة بين المتعاطفين.
[المعنى]
هذا رجل أعمى جاء النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يسأله أن يدعو الله تعالى له أن يشفيه من العمى فخير بين أن يدعو له وأن يصبر على بلواه، وأخبره أن الصبر خير له من جهة الأجر والمثوبة، فاختار الرجل أن يدعو له فأمر أن يتوضأ وضوءاً حسنا مستكملا لفرائضه وفضائله في ظاهره وباطنه، وأن يصلي ركعتين ويدعو بالدعاء المذكور. والظاهر أنه بعد الفراغ من الركعتين مثل ما جاء في دعاء الاستخارة بعد ركعتيها، وكان الدعاء سؤالا من الله تعالى وتوجها إليه وتوسلا بنبيه أو بدعائه وثناءاً على النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- بما بعثه الله من الرحمة المناسب ذكرها غاية المناسبة في مقام الدعاء والتوسل وخطابا له عليه السلام بأنه توجه به إلى ربه لتقضى حاجته ثم رجوعا إلى سؤال الله تعالى أن يقبل فيه شفاعة النبي، صلى الله عليه وآله وسلم.
[سؤال]
الرجل قد اختار أن يدعو له فأمره أن يتوضأ ويصلي ويدعو بذلك الدعاء ولم يدع هو له مع أنه قال له في التخيير إن شئت دعوت وإن شئت صبرت.