والعلامة الشيخ ابن عشيط واغتنم الشيخ المفتي فرصة الاجتماع فذكر للشيخ ابن عشيط مسائل شاذة جداً كان يقول بها وناقشه فيها فأبى الشيخ ابن عشيط إلا التمسك بها فقلت له أنني أعظمك وأحبك ولتلك المحبة أرغب منك أن تسكت عن هذه المسائل فلا تذكرها ولا تتحمل مسؤوليتها فرأيت من حضرته انعطافا لقولي وقبولا له. وبلدة الأصنام بلدة تجارية وفي أهلها ذكاء وفهم وقبول للتعليم، وأضافنا فيها قاضيها ومفتيها المعظمان ..
غليزان: أول من اجتمعنا به من فضلائها الأخ الشيخ مولاي محمد أحد أهل العلم وشيخ الزاوية بها وهذا من شيوخ الزوايا الذين لهم رغبة في نشر العلم وهداية الناس وسعة صدر في سماع الحق وأدلته وذهب بنا إلى دكان التاجر النشيط المهذب السيد ابن منصور مصطفى التلمساني ثم اجتمعنا بقاضي البلد العالم الماجد الهمام الشيخ بوخلوه آل بوعبد الله، رجل شهامة وعمل وكرم، واجتمعنا بالسيد المنور كلال رجل يتقد ذكاء ويفيض معرفة ويفوح أدباً ولطفاً، وكنت مشتاقاً للإجتماع بالشيخ سيدي الحاج العربي التواتي وبلغني أنه كان بغليزان ثم بلغني أنه سمع بنا ورآنا ولم يشأ أن يجتمع بنا فعجبنا لذلك وأسفنا ثم زال عجبنا لما بلغنا أن في قلبه شيئاً على جمعية العلماء، وقاها الله شر كل ذي شر- وقلنا لية تنازل فاجتمع بنا فكنا لا نفترق- بإذن الله تعالى- إلا على محبة وخير ورجوع للحق، ولهذا الأخ الشيخ العربي كتاب عندنا يعاتبنا فيه على دعوتنا للتوحيد ويخلط فيه بين دعاء المخلوق وطلب المؤمن الدعاء من أخيه ولعلنا نجد فرصة لنشر هذا الكتاب والتعليق عليه، ووجدنا بغليزان السيد مهدي بن الشيخ بوعبد الله آل بوعبد الله في انتظارنا وهو شاب نجيب تلميذ بجامع الزيتونة فرافقنا إلى تمام الرحلة بوهران ورأينا منه آداباً وأخلاقاً شريفة .. وزارنا في المنزل الأخ العالم الفاضل الشيخ محمد آل سيدي عدة