هذه حالة بدعية في شعيرة من أعظم الشعائر الإسلامية سد بها أهلها باباً عظيماً من الخير فتحه الإسلام وعطلوا بها الوعظ والإرشاد، وهو ركن عظيم من أركان الإسلام. فحذار أيها المؤمن من أن تكون مثلهم إذا وقفت خطيباً في الناس، وحذار من أن تترك طريقة القرآن والمواعظ النبوية إلى ما أحدثه المحدثون. ورحم الله أبا الحسن - كرم الله وجهه- فقد قال:(الفقيه كل الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من مكره. ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى ما سواه).
[الجدال بالتي هي أحسن]
لا بد أن يجد داعية الحق معارضة من دُعاة الباطل وأن يلقى منهم مشاغبة بالشبه، واستطالة بالأذى والسفاهة. فيضطر إلى رد باطلهم وإبطال شغبهم ودحض شبههم، وهذا هو جدالهم ومدافعتهم الذي أمر به نبيه - صلى الله عليه وسلم - (وجادلهم).
ولما كان أهل الباطل لا يجدون في تأييد باطلهم إلا الكلمات الباطلة يموهون بها، والكلمات البذيئة القبيحة يتخذون سلاحاً منها، ولا يسلكون في مجادَلتهم إلا الطرق الملتوية المتناقضة، فيتعسفون فيها ويهربون إليها- لما كان هذا شأنهم أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - أن يجتنب كلماتهم الباطلة والقبيحة وطرائقهم المتناقضة والملتوية، وأن يلتزم في جدالهم كلمة الحق والكلمات الطيبة البريئة، وأن يسلك في مدافعتهم طريق الرفق والرجاحة والوقار. دون فحش ولا طيش ولا فظاظة، وهذه الطريقة في الجدال هي التي أحسن من غيرها في لفظها ومعناها ومظهرها وتأثيرها وإفضائها للمقصود من إفحام المبطل وجلبه ورد شره عن الناس واطلاعهم على نقصه وسوء قصده. وهذه هي الطريقة التي أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم -