للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكرمته بمعنى واحد، أي فعلت له فعلاً فيه رفعة له ومنفعة. فكرمنا بني آدم، أي فعلنا لهم ما فيه رفعتهم ومنفعتهم، من إنعاماتنا عليهم. (وحملناهم) من الحمل بمعنى الرفع أي أركبناهم ورفعناهم على المركوبات مثل قوله تعالى: {وَلَا عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ} (١). {وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} (٢). {ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ} (٣). و {الطيبات} ما يطيب للأكل والشرب مما يلذ في الطعم وتحمد عاقبته، فلا يكون الطيب إلا حلالاً لأن غير الحلال- وإن لذ طعمه في بعض أقسامه فإنه- لا تحمد عاقبته بما فيه من إثم، وتبعة، وما يكون فيه من ضرر. (وفضلناهم): من الفضل بمعنى الزيادة أي صيرناهم ذوي فضل وزيادة في الكرامة كما تقول: فضلت زيداً على عمر في العطاء، أي صيرته ذا فضل وزيادة عليه فيه.

[التراكيب]

متعلق حملناهم محذوف لقصد التعميم المناسب لمقام الإمتنان بالتكريم مع الإختصار، تقديره: على كل ما يصلح لحملهم عليه.

[المعنى]

يقول تعالى: "ولقد أنعمنا على بني آدم نعماً عظيمة كثيرة في خلقتهم من تركيب أبدانهم وأرواحهم وعقولهم، وفي حياتهم بما


(١) ٩٣/ ٩ التوبة.
(٢) ١٣/ ٥٤ القمر.
(٣) ١٧/ ٣ الإسراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>