للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هادياً يهديك إلى طريق الحق ويبصرك الرشد ويعرفك بما تؤدي به رسالة ربك، فلا تتحير في أمرك لما ترى من صدود قومك وناصراً ينصرك على أعدائك يأمره بالصبر ويثبته بالتآسي، يعده بأنه يهديه في طريق التبليغ وينصره على معارضيه حتى يتم أمر الله على يده.

[ترهيب]

هؤلاء الذي (١) سماهم الله- تعالى- أعداء لنبيه ووصفهم بالإجرام هم أولئك الذين هجروا القرآن وصدوا عنه فهذا تخويف عظيم ووعيد شديد لكل من كان هاجراً للقرآن العظيم بوجه من وجوه الهجران.

[إقتداء وتأس]

حق على حزب القرآن الداعين به والداعين إليه أن يقتدوا بالأنبياء والمرسلين في الصبر على الدعوة والمضي فيها والثبات عليها وأن يداووا أنفسهم عند ألمها واضطرابها بالتآسي بأولئك السادة الأخيار.

[بشارة]

قد وعد الله تعالى نبيه بعد ما أمره بالتآسي والصبر- بالهداية والنصر- وفي هذا بشارة للدعاة من أمته من بعده السائرين في الدعوة بالقرآن وإلى القرآن على نهجه أنه يهديهم وينصرهم كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} (٢) معهم بالفضل والنصر والتأييد، وهذا عام للمجاهدين المحسنين والحمد لله رب العالمين (٣).


(٢) كذا في الأصل وصوابه الذين.
(٢) ٦٩/ ٢٩ العنكبوت.
(٣) ش: ج٢، م٨، ص ٦٨ - ٧٥
غرة شوال ١٣٥٠ - فيفري ١٩٣٢

<<  <  ج: ص:  >  >>