بالمعروف والنهي عن المنكر حتى أوذي في ذلك بذهاب كتبه وماله فأحسن الصبر على ذلك كله ثم صرف عن القضاء وأقبل على نشر العلم وبثه".
وقال القاضي عياض: "واستقضى ببلده فنفع الله به أهلها لصرامته وشدته ونفوذ أحكامه وكانت له في الظالمين سورة مرهوبة وتؤثر عنه في قضائه أحكام غريبة".
وقال المقري في نفح الطيب: "وقام بأمر القضاء أحمد قيام مع الصرامة في الحق والقوة والشدة على الظالمين والرفق بالمساكين، وقد روي عنه أنه أمر بثقب أشداق زامر" ولعل هذا من الأحكام الغريبة التي أشار إليها القاضي عياض.
[محنته]
قد عرفنا مما تقدم أن ابن العربي أصابته محنة في قضائه بسبب شدته في الحق وصرامته في الأحكام. وقد ذكر هو هذه المحنة في كتاب العواصم وأنها كانت بسبب إلزامه الناس للصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقال المقري: "وما برح معظما إلى أن تولى خطة القضاء ووافق ذلك أن احتاج سور إشبيلية إلى بنيان جهة منه ولم يكن بها مال متوفر ففرض على الناس جلود ضحاياهم وكان ذلك في عيد أضحى فأحضروها كارهين. ثم اجتمعت العامة العمياء وثارت عليه ونهبوا داره" ولا منافاة بين هذا وما قبله فإن أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر كان متكررا وعند هذه الواقعة- والأمر فيها عام- قامت عليها العامة ولا شك أنها لا تخلو من إيعاز من حساد ابن العربي من الخاصة. وهكذا من يريد أن يقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على وجه التنفيذ، مقدر له أن يلقى هذه وأمثالها.
[تصانيفه]
كان هذا الإمام من المصنفين المكثرين المجيدين قال ابن الزبير-