- صلى الله عليه وآله وسلم- يقر الحق ويرتضيه وينكر الباطل وينفيه.
[حزازات النفوس]
لم تستطع الأيام ولا الدخول في الإسلام، أن تمحو أثر حزن أسماء على قتل أبي جهل أبيها فما عرفت ابنة أحد قاتليه حتى نفثت بما في صدرها ولم تستطع أن تعامل- بالبيع والشراء- من رأت في وجهه وجه قاتل أبيها، ولا يقدح هذا في إسلامها لأن ما كان منها كان عن طبع لا تقوى خلقة الأنثى على مقاومته. ومن هنا نعلم أن مما تتحتم مراعاته في النساء هو هذه الناحية الضعيفة الحساسة فيتحرز دائماً من عدم إثارة ما يحرك ما تبقى آثاره كامنة في نفوسهن من فقد عزيز أو لحوق مكروه.
[القدرة]
هؤلاء السيدات الصحابيات رضي الله عنهن قد كن يشاركن الرجال في الحرب وهي أبعد الأشياء عن طبعهن ويقمن معهم بما يليق بهن فلنا فيهم وفيهن القدوة الحسنة أن نشرك معنا نساءنا فيما نقوم به من مهام مصالحنا ليقمن بقسطهن مما يليق بهن في الحياة- على ما يفرضه عليهن الإسلام من صون وعدم زينة وعدم اختلاط، ولن تكمل حياة أمة إلا بحياة شطريها: الذكر والأنثى.
نسئل الله أن ينهض بنا رجالاً ونساء في خدمة الإسلام وفي دائرة الاسلام إنه القريب المجيب (١).
(١) ش: ج ٣، م ١٣، ص ٨١ - ٨٣ صفر ١٣٥٦ه - ١٣ أفريل ١٩٣٧م.