ها هو القانون الأساسي للجمعية كما وضع أول مرة منذ خمس سنوات وقد كان الذين وضعوه شطرهم مع الطرقيين، ولكنهم ما أكملوا السنة الأولى حتى فروا من الجمعية وناصبوها العداء واستعانوا عليها بالظلمة ورموها بالعظائم وجلبوا عليها من كل ناحية بكل ما كان عندهم من كيد، ذلك لأنهم وجدوا كثيراً من الآفات الاجتماعية التي تحاربها الجمعية هم مصدرها وهي مصدر عيشهم، ووجدوا قسماً منها مما تغضب محاربته سادتهم ومواليهم وقد شاهدوا مظاهر الغضب بالفعل منهم فما رفضتهم الجمعية ولا أبعدتهم ولكنهم هم أبعدوا أنفسهم، وكانوا والجمعية كما قال كثير:
وكنا سلكنا في صعود من الهوى ... فلما توافينا ثبت وزلت
وكنا عقدنا عقدة الوصل بيننا ... فلما تواثقنا شددت وحلت
لقد لقيت هذه الجمعية الإصلاحية من الحكومة العنت والبلاء ولم تبال في سبيل إرهاق الجمعية بكرامة المسلمين في دينهم وحرمة مساجدهم فأوصدت المساجد في وجوه العلماء وشحَّت برخص التعليم العربي القرآني وأعملت أصابعها في شؤون المساجد ورجالها والجمعيات الدينية وإعطائها بواسطة من لا يدينون بالإسلام ولا يشعرون شعوره ولا تهمهم مصلحته مما لا نعرف له نظيراً في أمة من الأمم وصورت رجال الجمعية بصورة الأعداء لتبعد عنهم كل من يعيش معها أو يرجو مصلحة لديها، كل ذلك والجمعية تصبر على البلاء وترد بأعمالها وأقوالها كل افتراء وتوالي الاحتجاجات على تكرر السكوت والإعراض ...