أرسل الله محمداً - صلى الله عليه وسلم - لجميع الأمم فكانت رسالته عامة وكانت دعوته عامة مثلها. وجاءت آيات القرآن بالدعوة العامة في مقامات، وبالدعوة الخاصة لبعض من شملتهم الدعوة العامة في مقامات أخرى. ولما أرسل الله محمدا - صلى الله عليه وسلم - كان الخلق قسمين: أهل كتاب - وهم اليهود والنصارى- وغيرهم. وكان أشرف القسمين أهل الكتاب بما عندهم من النصيب من الكتاب الذي أوتوه على نسيانهم لحظ منه وتحريفهم لما حرفوا وكانوا أولى القسمين باتباع محمد - صلى الله عليه وسلم - بما عرفوا قبله من الكتب والأنبياء، فلهذا وذاك كانت توجه إليهم الدعوة الخاصة بمثل قوله تعالى:{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا} إلى آخر الآيتين. وفي ندآئهم بيا أهل الكتاب تشريف وتعظيم لهم بإضافتهم للكتب، وبعث لهم على قبول ما جاء به محمد - صلى الله