للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا يكونان إلاَّ عن العزة والرحمة فالدَّليل لا ينهض بالحكم ولا يقيم ميزان العدل والقاسي لا يكون منه إحسان.

[اهتداء واقتداء]

فالمسلم المتحقق بالإسلام المهتدي بهدايته لا يكون إلاّ عزيزا رحيما، فالذلة من المسلم نقص إسلامه والقساوة مثلها نقص فيه، وقد ذكر الله تعالى سادات المسلمين في عزتهم فقال: {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ} (١). وذكرهم في رحمتهم فقال: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (٢) ونعم القدوة هم لجميع المسلمين.

[النذارة ثمرة الرسالة]

كان من المرسلين لينذر الغافلين، فالأول كمال والثاني تكميل، وقد فطر الله رسلَه- صلى الله عليهم وسلم- على الرحمة وحب الخير، فكانوا أحرص الناس على نجاة الناس وكمالهم وسعادتهم، فصبروا على تكذيبهم واذايتهم حتى أدُّوا أمانة الله إليهم، وأقاموا حجته عليهم. وكان الله ينجيهم ومن آمن بهم وينزل عقوبته بالمكذبين لهم وينصرهم عليهم، فأعلم محمداً- صلى الله عليه وآله وسلم- بأنه من المرسلين لينذر- ليأتسى بهم ويصبرهم ويرجو من نصر الله له واهلاك أعدائه ما كان منه تعالى لهم.


(١) ٤٢/ ٣٩ الشورى.
(٢) ٥٩/ ٩ الحشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>