غيرهم تشملهم كذلك فتشاهد في مجامع الكرم أبناء الإسلام ترفرف على رؤوسهم روح الأخوة والاتحاد، هذا بين المسلمين، ثم إننا في أكثر البلدان أجد النواب المسلمين مع مير البلدة في غاية الوئام والمودة وكثيراً ما حضر معنا أفراد من الفرنسيين واليهود في مجالس القهوة والشاي وبعض الضيافات فنرى مصافاة واتحاداً، ولا شك أن ما كنا نقوله في مجالسنا ودروسنا مما يزيد ذلك الاتحاد قوة ومتانة.
[تعلق الأمة بحكومتها]
إرتباط الجزائر بفرنسا اليوم صار من الأمور الضرورية عند جميع الطبقات فلا يفكر الناس اليوم إلا في الدائرة الفرنسية ولا يعلقون آمالهم إلا على فرنسا مثل سائر أبنائها ورغبتهم الوحيدة كلهم هي أن يكونوا مثل جميع أبناء الراية المثلثة في الحقوق كما هم مثلهم في الواجبات وهم إلى هذا كله يشعرون بما يأتيهم من دولتهم مما يشكرونه ومما قد ينتقدونه وقد كنا نؤكد لهم هذا التعلق ونبين لهم فوائده ونبين لهم في المناسبات أن فرنسا العظيمة لا بد أن تعطيهم يوما- ولا يكون بعيداً- جميع ما لهم من حقوق وكنا لا نرى منهم لهذا إلا قبولا حسنا وآمالاً طيبة.
[كرم الأمة وإقبالها]
لقد كان تنازع الناس على ضيافتنا كتزاحمهم على دروسنا ومجالسنا وكان تسارعهم إلى إكرامنا يضاهي تسارعهم إلى مقابلتنا وقد كان أكثر البلدان يتلقانا أهلها قبل الوصول إليها ويشيعونا (١) إلى البلدة التي تليها فلله هذه الأمة المسلمة العربية في تعظيمها للعلم وإكرامها للضيف تراثاً جليلا حافظت عليه أجيالا وأحقاباً، وأن أمة تحافط على