للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أصول الولاية في الإسلام]

من خطبة الصديق رضي الله تعالى عنه

ــ

لما بويع لأبي بكر الصديق- رضي الله عنه- بالخلافة رقي المنبر فخطب في الناس خطبة اشتملت على أصول الولاية العامة في الإسلام مما لم تحققه بعض الأمم إلا من عهد قريب على اضطراب منها فيه.

وهذا نص الخطبة:

"أيها الناس قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن رأيتموني على حق فأعينوني، وإن رأيتموني على باطل فسددوني.

أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإذا عصيته فلا طاعة لي عليكم.

ألا إن أقواكم عندي الضعيف حتى آخذ الحق له، وأضعفكم عندي القوي حتى آخذ الحق منه.

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم".

[الأصل الأول]

لا حق لأحد في ولاية أمر من أمور الأمة إلا بتولية الأمة فالأمة هي صاحبة الحق والسلطة في الولاية والعزل فلا يتولى أحد أمرها إلا برضاها فلا يورث شيء من الولايات ولا يستحق الاعتبار الشخصي. وهذا الأصل مأخوذ من قوله: "وليت عليكم" أي قد ولاني غيري وهو أنتم.

[الأصل الثاني]

الذي يتولى أمرا من أمور الأمة هو أكفؤها فيه لا خيرها في

<<  <  ج: ص:  >  >>