للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لنعلمه هو فصله بين المتنازعين فيه. وها نحن نعرض بعض حال كل طائفة في قيامها بالخطة ثم نسوق آيات القرآن وننظر من أسعد الطائفتين بها.

[حكم القرآن بين الطائفتين]

الطائفة الأولى: يذكرون من يدعونهم بغير القرآن بأحزاب وأوراد من وضعهم لا مما ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا قليلاً: ولهم عليهم في أموالهم حق في أوقات من السنة معلومة.

والطائفة الثانية: يذكرون الناس بالقرآن فيأمرونهم بقراءته وتدبره ويبينون لهم معانيه ويحثونهم على التمسك به والرجوع إليه.

ويدعونهم إلى الأذكار النبوية الثابتة في الكتب الصحاح لرجوعها إلى القرآن بحكم قوله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} (١) ولا يطلبون عليهم في ذلك أجراً.

والله تعالى يقول في الحال الأول: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ} وغيرها من الآيات المتقدمة في هذا المجلس ويقول- تعالى- في الحال الثاني لنبيه- صلى الله عليه وآله وسلم-: {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} (٢) {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} (٣). ويقول في آية صريحة صراحة تامة في بيان من يجب أن يتبع من الدعاة {اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا


(١) ٥٩/ ٧ الحشر.
(٢) ٥٧/ ٢٥ الفرقان.
(٣) ١٢/ ٢٣ الشورى.

<<  <  ج: ص:  >  >>