للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في الشمال الإفريقي:

كلمة صريحة

ــ

حقا إننا نعيش في وسط سادت الفوضى فيه من جميع جهاته، فمن فوضى في الدين إلى فوضى في الأخلاق، إلى فوضى في الاقتصاد. وزادتنا الأيام على كل ذلك فوضى جديدة ربما كانت أخطر الفوضات وأشدها تأثيراً على حياة الأمة وهي فوضى التكلم باسم الأمة.

فما من متكلم في أي مناسبة من المناسبات إلا ورفع عقيرته مدعياً بأنه إنما يمثل الأمة الإسلامية قاطبة في هذه البلاد، وأن الكلمات التي يقولها من عند نفسه إنما هي كلمة الحق وقولها الفصل. ولو أنهم اقتصدوا في القول ولم يلجوا باب الغلو والإسراف، وقالوا إننا نتكلم باسم الفريق الذي انتخبنا، أو باسم الهيئة التي ننتمي إليها، أو باسم الجماعة التي نحن منها أو باسم الذين يشاركوننا في الرأي والتفكير، لكان قولهم أصوب، ورأيهم أصلح، وكلامهم أقرب إلى نفوس السامعين من رجال الحكومة ومن رجال الشعب.

وإننا نتكلم اليوم حول هذا الموضوع إثر ما رأيناه من الحملة التي أجمعت الأمة على مجابهة جريدة الطان بها، وإثر اجتماع اللجنة الوزارية الإسلامية بباريس.

قال البعض من النواب المحليين، ومن الأعيان ومن كبار المتوظفين بهذه البلاد، أن الأمة الإسلامية الجزائرية مجمعة على اعتبار نفسها أمة فرنسية بحتة، لا وطن لها إلا الوطن الفرنسي، ولا غاية لها إلا الاندماج الفعلي التام في فرنسا، ولا أمل لها في تحقيق هذه الرغبة إلا بأن تمد فرنسا يدها بكل سرعة، فتلغي جميع ما يحول دون تحقيق هذا الاندماج

<<  <  ج: ص:  >  >>