للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقولهم للجاهلين سلاماً من مقتضى هونهم ورفقهم، فلذلك قرن به وعطف عليه.

[المفردات]

عباد: جمع عبد، بمعنى المملوك الذليل الخاضع، أو جمع عابد كصاحب وصحاب وتاجر وتجار بمعنى المطيع والقائم بما يرضي ربه، والأول هنا أظهر، الرحمن: المنعم الذي تتجدد نعمه في كل آن، يمشون على الأرض: يتنقلون عليها. هونا: هان الأمر يهون هونا بمعنى سهل، ومنه (هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ) أي سهل، وشيء هين على وزن فيعل، أي سهل، ويقال هين بالتخفيف. ومن صفات المؤمن أنه هين لين من الهون بمعنى السهولة في أخلاقه ومعاملته، وفي مسند أحمد عن ابن مسعود مرفوعا: ((حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس) وهو على ما فسرنا من السهولة في أخلاقه ومعاملته وذلك هو الذي يقرِّبه من الناس، وفسر الهون في الآية بالحلم والوقار والسكينة والتواضع والطاعة، وكلها ترجع إلى السهولة واللين، وفسر بعدم الفساد في الأرض وعدم التجبر والتكبر لأنها كلها أضداد للسهولة واللين. خاطبهم: كَالَمهم. الجاهلون: السفهاء القليلو الأدب السيئو الأخلاق. والجهل ضد العلم ويطلق بمعنى السفه والطيش لأنهما عنه ينشآن ومنه قول الشاعر:

أَلاَ لاَ يَجْهَلْنَ أَحَدٌ عَلَيْنَا ... فَنَجْهَلَ فَوْقَ جَهْلِ الْجَاهِلِينَا (١)

ومنه الجاهلون في الآية. سلاما: السلام كالسلامة معناهما التعري. من الآفات والمكروهات.


(١) من معلقة عمرو بن كلثرم، وقوله: فنجهل فوق جهل الجاهلينا، قال التبريزي: معناه فنهلكه ونعاقبه بما هو أعظم من جهله.

<<  <  ج: ص:  >  >>