للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ليست الزردة وحدها]

ولكن وراء الأكمة ما وراءها ...

ــ

[تمهيد]

حقا أن الزردة التي أقامها الدكتور بقسنطينة وترأسها ودعا إليها، ونشر عنها المقالات الطويلة أياما متوالية في جريدة (لا ديبش) اليومية، لمنكر طريف، وحادث عجيب، شغل الناس بما فيه من نكر وما فيه من طرافة حتى كاد ينسيهم كل ما أتى به الدكتور من أعمال ضارة وما سلكه من سبل معوجة، فلربما حسب قوم أن الزردة هي كل ما تنقمه الجمعية عليه، ولربما استكثر قوم هذه النقمة على أمر حقير إذ ليس بالخطير ولكن الحقيقة خلاف هذا الظن ووراء هذا الحسبان وليس من النصح أن تبقى الحقيقة مكتومة عن الناس ففي بقائها مكتومة الحيرة والاضطراب والضلال وفي بيانها الهدوء والاطمئنان وإنارة السبيل للعاملين. وها نحن نبيِّنها في الكلمات التالية مكشوفة دون أي تقبيح أو تحسين، حتى يحكم القراء بأنفسهم حكما غير متأثرين فيه إلا بالحقيقة المجردة.

[كيف كنا معا]

لقد كانت الجمعية مضطهدة من الحكومة ومعاكسة في أعمالها من أول نشأتها وكان ما تنقمه الحكومة عليها بعثها النهضة العلمية والدينية في الأمة الجزائزية بعد طول رقادها ويأس القانطين والمقنطين من يقظتها. فلما جاءت الحركة السياسية وتقدم رجال أحرار للنيابة عن الأمة، وكان جميع المنتمين للجمعية- بطبيعة علمهم وبصرهم

<<  <  ج: ص:  >  >>