للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخس صنوف الكفار. ولكنا نجد من الناس من لا يختلف في إيمانه ثم هو يخالف ما يقرأه. وقد قال العلماء: إن هذا النوع من المؤمنين يسمي نفاقهم نفاق عمل لا نفاق كفر. ويسمون منافقين مجازا لأن فيهم خصلة من خصالهم وهي مخالفة للأوامر.

فالقارىء إن لم يعمل بما يقرأه فهو منافق حقيقة أو مجازا. أعاذنا الله وإياكم من النفاق حقيقته ومجازه وجعلنا ممن يتلو كتابه عالما بمعانيه عاملا بما يفهمه منه.

[١٠ - ذم المباهي والمتعيش بالقرآن]

عن أبي سعيد الخدري- رضي الله عنه- عن النبي- صلى الله عليه وآله وسلم-:

«تعلموا القرآن واسالوا الله به قبل أن يتعلمه قوم يسأون به الدنيا. فإن القرآن يتعلمه ثلاتة نفر: رجل يباهي به ورجل يستأكل به ورجل يقرأه لله (١).

رواه أبو عبيد في فضائل القرآن وصححه الحاكم، نقله الحافظ في فتح الباري (٩: ٨٢).

[تعليق]

حديث أبي سعيد أخرجه الإمام أحمد بلفط آخر وفي آخره: ((ويقرأ القرآن ثلاثة مؤمن ومنافق وفاجر)) وفسر الراوي عن أبي سعيد الفاجر بمن يتأكل بالقرآن، فقوله في رواية أبي عبيد (ورجل يستأكل به) بمعنى الفاجر في رواية الإمام أحمد، ويكون حينئذ قوله في رواية أبي عبيد (رجل يباهي به) بمعنى قوله في الرواية الأخرى (ومنافق).

<<  <  ج: ص:  >  >>