قد دعاك العلماء إلى العمل والكد والتعاون لما دعاك أضدادهم إلى الكسل والبطالة والتواكل، قد دعاك العلماء إلى الله وعبادته وحده لما دعاك أضدادهم إلى أنفسهم وتقديسهم، قد دعاك العلماء إلى كتاب الله لما دعاك أضدادهم إلى خرافاتهم، قد دعاك العلماء إلى اتباع رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- والسلف الصالح- رضي الله عنهم- لما دعاك أضدادهم إلى اتباع أسلافهم وبدعهم وقبيح عاداتهم، قد دعاك العلماء إلى البذل في سبيل الخير العام فالمغرم القانوني لما دعاك أضداده إلى البذل لهم وملء خزائنهم. هؤلاء العلماء - أيتها الأمة الكريمة- الذين دعوك دعوة الحق لا يريدون منك جزاء ولا شكورا، وهم يتحملون في سبيلك ما تعلمين وما لا تعلمين. قد قام هذا النائب الجاهل الذي تشرف بالنيابة عنك وتحملت مسؤولية ما يأتيه باسمك، يوجه مطاعنه الكاذبة ومفترياته السامة إلى جميع العلماء المسلمين الجزائريين يحاول نسفها من أصلها، ويطلب من الحكومة بإلحاح أن تعاملها المعاملة "الشديدة القاسية"، حتى كأنَّ المسكين تخيل نفسه نائب الحق العام أمام قفص الاتهام.
فإليك أيتها الأمة التي ما رأت منها الجمعية إلا الإكرام بإكرامها لوفودها، وما رأت منها إلا الإقبال بإقبالها على جريدتها، التي ما راجت جريدة في القطر مثل رواجها، وما رأت منك إلا التأييد بما جاءها من وفودك للاجتماع العام الماضي من أجتماعاتها، فإليك - أيتها الأمة الكريمة- ترفع الجمعية احتجاجها على هذا النائب الجاهل المعتدي المفتري، وأنت تعرفين بعد أين تضعينه ...
[إحتججنا لدى الحكومة]
أيتها الحكومة الفرنسوية، حكومة الجمهورية، المشيدة على العلم، والأمة التي قدس بمعلمة الأمة، ما أسسنا جمعيتنا إلاَّ على مقتضى قوانينك العادلة، وما أردنا إلا مساعدتك على تعليم وتهذيب وترقية