مثل ما عليه هداية الرجال فكن يجتمعن في دار أسرته فيلقي عليهن العقائد والأحكام والآداب في عبارات سهلة بدون كتاب وكان يأمرهن بتغيير زيهن بما هو أستر وأطهر حتى تكون المرأة في الشارع كما تكون في الصلاة.
[أمره بالمعروف وتغييره للمنكر]
كان بعد ما قرأ كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من كتاب الإحياء يأمر وينهي لا يخاف لومة لائم وأول حادثة صدع فيها بالنهي عن المنكر في حفل عظيم من الناس- كانت يوم شهد حفلة للطريقة المولوية ورأى رقصهم وحلقة غلمانهم فصاح فيهم بما معناه (أيها المسلمون إن هذا منكر لا يجوز النظر إليه، ولا السكوت عنه، لأنه إقرار له وأنه يصدق على مقترفيه قول الله تعالى:{اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا} وإنني قد أديت الواجب فأخرجوا رحمكم الله) وخرج مفارقا لهم.
[ما وقع بينه وبين شيخه الجسر بسبب هذا الإنكار]
كان الشيخ الجسر على علمه بالعلوم الشرعية وإلمامه بالعلوم العصرية شيخا في الطريقة الخلوقية فكان ينصح لتلميذه بأن يكف عن أهل الطريق ولكن لا يأتيه على ما يفعلونه مما يبتدعونه في الإسلام ويشرعونه لأنفسهم مما لم يأذن به الله بدليل. وكان السيد يقول له (أقنعني بما تقول بالدليل ليصير عقيدة لي أرجع إلى قولك) فكان يجيبه الشيخ بقوله (أنت أهل علم وصاحب حجة وليس لك عندي غير ما قلته) وكما كان ينكر على العامة كان ينكر على الحكام والكبراء ما يراه منهم لا يخص بإنكاره أحداً دون أحد وكذلك كل ما كان عن عقيدة ولوجه الله من الأعمال لا يتركه صاحبه على كل حال.
هذه ترجمة السيد قبل هجرته إلى مصر وقد رأينا أنه صار عالماً