قد ذكر في آية الزكاة الفقير والمسكين. والحق أنهما متغايران، والراجح أن الفقير من له بلغة لا تكفيه، والمسكين من لا شيء له، فهو أشد حالاً من الفقير، ولذا لما أريد هنا ذكر أحدهما إقتصر عليه تنبيهاً بالأعلى في الفقر على الأدنى، فالمراد أهل الفقر والحاجة كلهم.
وحق المساكين ما ثبت لهم من الزكاة، وكذلك ما تدعو إليه الحاجة من تعليمهم وإيوائهم وطبهم وتجهيز موتاهم، مما تقوم به الجمعيات الخيرية في هذا العصر، فكل هذا مما تصرف إليه الزكاة ويجب القيام به عند عدم الزكاة أو فنائها أو قصورها عنه، ويجب القيام به واجباً موزعاً على كل واحد ما استطاع، فإذا لم يقم به المجتمع عاد الإثم على جميع الأفراد كل بقدر ما قصر فيما استطاع، ثم ما إلى هذا من عموم الصدقة والإحسان.
حَقُّ ابْنُ السَّبِيلِ:
{وَابْنَ السَّبِيلِ}
السبيل هي الطريق، وابنها هو المسافر لأنه منها أتى كما أتى الإبن من أمه. وحقه هو الثابت له في الزكاة، فيأخذ منها إذا قطع به ولم يكن معه ما يبلغه ولو كان غنياً في بلده، وعلى جماعة المسلمين تبليغه إذا لم تكن ثم زكاة. ومن حقه ضيافته حسب السنة، وإرشاده ودلالته على ما يريد معرفته من طريقه أو مرافقها.
وبذكر ابن السبيل والمسكين مع ذي القربى جمعت الآية القريب والبعيد من ذوي الحقوق. وبذكر ابن السببيل والمسكين جمعت ذا الحاجة الثابتة وهو المسكين، والحاجة العارضة وهو ابن السبيل،