وقال وكتب ما سبق به كل أعداء الجمعية إلى توجيه التهمة- تصريحا بالقول وتلويحا بالكتابة- إلى العلماء ورغم ذلك أغضينا وسكتنا. ووقعت حادثة الاعتقال الباغية فاهتبلها فرصة للإيقاع بالجمعية فطار الرجل إلى باريس يحمل معه تصريحاته إلى جريدة (مارساي ماتان) لما نزل بمرسيليا، تلك التصريحات التي لم يقل مثلها- مجتمعة- أحد من أعداء الجمعية والباغين لها الشر على كثرتهم فيها. ووقف على تلك التصريحات السيد طاهرات والسيد ابن الحاج العضوان في الوفد، وقد جاءا باريس مرة ثانية كما جئنا فأظهرا استنكارهما لها ودعواه إلى تكذيبها فوعد بتكذيبها. ووقفنا عليها ونحن بباريس فتريثنا بقدر ما انزعجنا، وانتظرنا التكذيب وانتظرنا، ولكن مضت الأيام والرجل لم يكذب فطلبنا منه التكذيب على لسان جريدة الجمعية وانتظرنا ثم انتظرنا وجاء الاجتماع العام للجمعية وعرضت مسألة تصريحاته على الاجتماع فقرر بالاجماع- إلا الأستاذ العقبي- القرار الذي نشر في العدد ٣٩ من "البصائر" مع تعليق تنفيذ القرار على مضي ثمانية أيام دون أن يكذب. وكاتبه أثر تلك الجلسة الأستاذ العقبي بصفة خاصة يطلب منه كلمة تكذيب ينشرها في البصائر وتنتهي بها المسألة حسبما كان وعده فلم يفعل. فنفذ قرار الاجتماع العام واعتبر ضدا من أضداد الجمعية ليكون لكلامه عنها عند الحكومة وعند الناس قيمة كلام الضد لا قيمة كلام الصديق.
[طعنة من الخلف في أخطر الأوقات]
في الوقت الذي أدخل فيه السجن الأستاذ العقبي ونجمت قرون الشر من كل جهة تنضنض بألسنة الباطل إلى الجمعية. يصرح الدكتور ابن جلول تلك التصريحات التي نعرف نحن وأمثالنا ممن تعودوا البهت الإداري أنه لا يحسن نسجها ولا يتقن وضعها ولا يحويها ذهنه.