للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[النتيجة المحققة]

١ - أدى الوفد مطالب مؤتمر الأمة الجزائرية المسلمة بصدق وأمانة وشرف.

٢ - عرفت فرنسا حكومتها وأحزابها وصحافتها أن وراء البحر أمة جزائرية إسلامية تطالب فرنسا بحقوقها وتحافط تمام المحافظة على شخصيتها ومقومات شخصيتها.

وهذان الأمران- وما حصلا قبل اليوم- لهما قيمتهما في حياة الجزائر وبناء مستقبلها. والأخير منهما هو الأساس الذي يجب أن يبني عليه كل عمل للجزائر والنهج الذي يجب أن يسير فيه كل من يتولى قيادة ناحية من نواحي سيرها في الحياة. وكل من حاد عنه قولا أو عملاً فإنه يعد خائنا للأمة ويجب أن يعامل بما يستحقه الخائنون. وقد رأينا اقتناعا به ممن لم يكن منه من قبل على يقين وسمعنا اعترافا به ممن كان قبل فيه من المتشككين. وإذا كنا نسمع أحيانا نعقات بما يخالفه فهي من شذاذ لا تخلو منهم أمة، ولا يزيدهم ذلك إلا بعداً عن الأمة وإسراعا في دركات السقوط إلى هاوية المقت وقرارة النسيان.

[العودة إلى الوطن]

رجعنا وأكثر الرفاق يظن أن المطالب المستعجلة إذا لم تكن صاحبتنا فإنها لا تتأخر عنا بأكثر من أسبوع وإذا تقاعست وتباطأت فلا أكثر من شهر. أما أنا فلم أكن مع الأسف على هذا القدر من الرجاء. فالجبهة الشعبية تعتمد في بقائها على الراديكاليين وهؤلاء ما يزال فيهم من عرفنا سياستهم الإستعماوية في العهد القديم وهم ما يزالون عليها في العهد الجديد. وقد سمعت منهم حديث لجنة البحث فحق لدي ما ظننته فيهم وتوقعته منهم فكنت أعتقد أن المطالب ستتأخر

<<  <  ج: ص:  >  >>