للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذلك بالندم على ما فات والعزم على عدم العود إليه وهذان من عمل القلب. وبالإقلاع عما هو متلبس به وهذا من عمل الجوارح، الإيمان عندما يذكر مع الأعمال يراد به تصديق القلب ويقينه واطمئنانه بعقائد الحق، والعمل الصالح هو العمل الطيب المشروع من طاعة الله على العباد سواء كان من عمل الباطن، وهو عمل القلب، أو من عمل الظاهر، وهو عمل الجوارح، والعمل الصالح من ثمرات الايمان الدال وجودها على وجوده وكمالها على كماله ونقصها على نقصه وعدمها على اضطرابه ووشك انحلاله واضمحلاله. التبديل: التحويل فتجعل الحسنة مكان السيئة. الغفور: الستار للذنوب المتجاوز عنها. الرحيم: المنعم الدائم الإنعام.

[التراكيب]

إلاّ من تَابَ: استثناء من يفعل استثناء متصلاً لأن الذي يتوب من جملة من فعل والفاء في (فأولئك) تفريعية لتفرع التبديل على التوبة وعاطفة لجملة أولئك على جملة استثني التي قامت مقامها إلا، كما عطفت عليها الجملة الأخيرة جملة وكان، ونظير هذا: من يقم منكم فله درهم إلا زيدا فله درهمان.

[المعنى]

يستثني من ذلك الوعيد الشديد بمضاعفة العذاب والخلود فيه مهانا من رجع إلى الله من الشرك وقتل النفس والزنى بالتوبة الصادقة وشفع توبته بالعمل الصالح الدال على صدق تلك التوبة، فهؤلاء بتوبتهم وعملهم الصالح يقبلهم الله ويجعل مكان سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا يتجاوز عن ذنوب عباده ضد تجاوز عما كان منهم من شرك أو قتل أو زنا رحيما منعما على عباده فقد أنعم عليهم بالحسنات مكان ما تقدم من سيئاتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>