للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الأجناس. الخليل: فعيل بمعنى فاعل، وهو من تخللت مودته القلب وامتزجت بالنفس فكانت له مكانة منهما وسلطان عليهما. هذا في جانب الخلق وأما في جانب الله تعالى فبالمعنى الذي يليق بقدسه وتنزيهه فإبراهيم- عليه السلام- خليل الرحمن بما له عنده تعالى من عظيم المنزلة ورفعة الشأن وقبول الدعوة وما له عليه من جزيل الإنعام. الإضلال: الصد والصرف عن طريق الحق والنجاة. الذكر: القرآن العظيم، وفسر بالشهادتين وبالإسلام، والقرآن فيه ذلك كله وهو الذي سيأتي على الأثر ذكر هجرهم له، ولذلك اخترناه في معنى الذكر هنا. الشيطان: الخبيث الشرِّير الذي استولى عليه وتمكن منه خلق الإفساد، والإضرار من الجن والإنس. الخذول: الكثير الخذل أي التسليم والترك لمن نزل به البلاء في وقت الحاجة إلى إنقاذه.

[التراكيب]

شأن من وقع في غيظ وحسرة وندامة أن يعض يديه ويأكل بنانه كأنه لمَّا لم يجد شيئاً يطفيء فيه غيظه رجع على نفسه بذلك، فعض اليد لازم لحالة الحسرة والغيط والندامة، فلذا يكنى به عنها من إطلاق اللازم وإرادة الملزوم، وذلك لا يمنع من وقوع العض منه حقيقة بل وقوع ذلك هو الشأن الغالب. وجملة {يَقُولُ يَا لَيْتَنِي} حالية فهو يعض حالة كونه قائلاً يا ليتني فبينت هذه الجملة ما يقول كما بينت التي قبلها ما يعمل، فصورتاه في حاله الشنيع الفظيع. ويوم: منصوب بأذكر أو معطوف على {يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ} كما عطف عليه {وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ} ويوم يرون: منصوب بأذكر أو بيمنعون البشرى كما يدل عليه {لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ} والتنكير في قوله {سَبِيلاً}، للإفراد أي سبيلاً واحداً لا تعدد فيه، بخلاف ما كان عليه الظالم من سبل أهوائه

<<  <  ج: ص:  >  >>