للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورغب الجماعة مني إلقاء محاضرة في النادي فألقيتها من الغد في ضرورة الاجتماع للبشر وفوائده وتطبيق ذلك على قواعد الإسلام الخمس وكان لها- إن شاء الله- أثرها الحسن المقصود.

في عين مليلة جامع جمعة أسسه منذ سنوات السيد عمر بن شعلال دار حوله كلام لعدم تسجيل التحبيس تسجيلا قانونيا حتى عزم جماعة من أهل البلدة برئاسة السيد المعراض على تأسيس جامع آخر وعينوا الأرض وشرعوا بالفعل في جمع المال فلما اجتمع بنا السيد عمرو حادثناه في ذلك أكد لنا أنه عازم على التسجيل الرسمي وأنه فوض توفيق الرسم للعلامة الشيخ الصالح بن الموفق قاضي الخروب فقلنا لمن حضر من الجماعة إذا تم عمل السيد عمر كما أردتم فإننا لا نرى وجهاً لتأسيس جامع آخر مستغنى عنه. وخير للبلدة لو أسسوا بدله مكتبا نظاميا للتعليم.

مكثت يومين في البلدة ضيفا على السيد أحمد بن المولود ودعيت للغداء في اليوم الثاني عند السيدين بكير وسليمان أبناء السيد إبراهيم وهما من أصدق من رأيت في محبة التآخي والاتحاد.

[أم لباقي]

قد رأيت في عدة بلدان سوء أثر الانتخابات بالفرقة التي تركتها بين المسلمين ولكن أقبح مظهر رأيته منها هو مظهر هاته البلدة فهي على حزبين متعاديين متقاطعين وهما حراكتة بنو أصل واحد، وقد شملت هذه الفرقة طلبة العلم الذين ينتظر منهم إزالتها فكانوا من صلاتها. ويقول هؤلاء الطلبة أنهم لو سعوا في الصلح وأظهروا تسامحا مع "العدو" لنبذهم قومهم وربما آذوهم. وهم لا يستطيعون تحمل الأذى في سبيل الله. ولو كان لهذه القرية جامع لأمكن- بإذن الله- تقريبهم من بعضهم بتذكيرهم بالله، ولكن هذه القرية لا جامع لها،

<<  <  ج: ص:  >  >>