للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الإسلام دين علم خالد]

ألف الأستاذ محمد فريد وجدي كتابا تحت هذا العنوان بحث فيه في الوحي والدين والإسلام، فوفى البحث حقه. وقد كان بعض المعجبين بالأستاذ أطلعني على الكتاب فوقفت فيه على أشياء أنكرتها منها: تعبيره عن موجد الكون بروح الكون وجعله الحياة الإنسانية قبسة من الحياة الوجودية، ويعني بالحياة الوجودية ما عبر عنه بروح الكون وهذا صريح في أن الروح الإنسانية مأخوذة من الله تعالى، جل َّ (١) الله عن ذلك، وكيف يؤخذ الحادث من القديم؟ ومنها زعمه عن الموجودات (ص ١٢) أنها سابحة في روح الوجود سبح النينان في المحيط الزاخر، منه وجدت وبه تحيا وفيه تفنى، وكما كان تعبيره عن موجد الكون بروح الوجود من العبارات الحلولية الموهمة أن الموجد سارٍ في الموجودات فقد كان تعبيره هنا بأنها سابحة فيه وتفنى فيه مقتضيا أنها حالة فيه وكلا الأمرين محال باطل اعتقاده، حاشا الأستاذ أن يكون قصده، ومنها زعمه أن في الناس علماء منتهين (ص ١٨) لا يتطلبون أن يأخذوا الدِّين آدابا وأخلاقا ولا أن يتعلموا منه أسلوبا في الحياة ولا دستورا في المعاملات ثم يقول عنهم (ص ٢٥) أن هؤلاء العلماء الأعلام يرون أن لا حاجة بهم إلى الأديان المعروفة هم هكذا ويسميهم بالعلماء الأعلام!

رأيت هذا في الكلام واستنكرته ونبهت الإخوان عليه ثم رأيت لحجة الإسلام الأستاذ رشيد رضا بحثا مستفيضا في هذا الكتاب وملؤلفه (٢).


(١) زيادة يقتضيها السياق.
(٢) ش: ج ٧، م ١٢، ص٣٠٤ - ٣١١ غرة رجب ١٣٥٥هـ - أكتوبر ١٩٣٦م.

<<  <  ج: ص:  >  >>