أبنائها بهذا الغداء النفيس، فنحن ننشر المقالات العلمية والأدبية وكل ما يغذي العقول من منظوم ومنثور من صحف الشرق والغرب وأقلام كتاب الوطن ومقاوم كل معوج من الأخلاق وفاسد من العادات، ونحارب على الخصوص البدع التي أدخلت على الدين الذي هو قوام الإخلاص فأفسدته. وعاد وبال ذلك الفساد علينا وتأخرنا من حيث يكون تقدمنا وسقطنا
بما لا نرتفع إلا به، لما شوهناه بإدخال ما هو ضده عليه، ونحسن ما كان من أخلاق الأمم حسنا وموافقا لحالنا وتقاليدنا ونقبله، ونقبح ما كان منها قبيحا أو مباينا لمجتمعنا وبيئتنا ونرفضه فلسنا من الجامدين في جحودهم ولا مع المتفرنجين في طفرتهم وتنطعهم، والوسط العدل هو الذي نؤيده وندعو إليه.
[مبدؤنا الانتقادي]
في الهيئة الاجتماعية أشخاص تقدموا للأمة وتولوا أو يريدون أن يتولوا قيادتها وتدبير شؤونها الاجتماعية سياسية أو اقتصادية أو علمية أو دينية، ولهم صفات خاصة بأشخاصهم وشؤونهم في أنفسهم وأعمال في دائرتهم وحدهم وصفات بها يباشرون من شؤون الأمة ما يباشرون وأعمال تتعلق بأحوال العموم.
فأما صفاتهم الشخصية وأعمالهم الخاصة فلا يجوز لنا أن نعرض
لها بشيء، وأما صفاتم وأعمالهم العمومية فهي التي نعرض لها وننقدها فننتقد الحكام والمديرين والنواب والقضاة والعلماء والمقاديم وكل من يتولى شأنا عاما من أكبر كبير إلى أصغر صغير من الفرنسويين والوطنيين، ونناهض المفسدين والمستبدين من الناس أجمعين فننصر الضعيف والمظلوم بنشر شكواه والتنديد بمظالمه كائنا من كان، لأننما ننطر من الناس إلى أعمالهم لا إلى أقدارهم، فإذا قمنا بالواجب فلأشخاصهم منا كل احترام.