الخامس: من الدين الإقتداء بأهل العلم والعمل والإستقامة في الهدى والسمت.
السادس: لا يكون الإمام إلا تقياً فاق غيره في التقوى.
السابع: إن اقتداء المتقين بأئمتهم إنما هو في التقوى لأنهم ما كانوا أئمة إلاَّ بها. فالآية أفادت إن المتقين يقتدون بأئمتهم وإن أئمتهم متقون مثلهم وأكمل منهم في التقوى، وأن اقتداءهم بهم في التقوى لا في غيرها فمن حاد عنها فلا إمامة له.
[تمييز]
الخير الكامل المقدم في الخير والكمال المقتدى به فيهما إذا طلب الإمامة من حيث الخير والكمال نفسهما ومن حيث حمل الناس عليهما بالقدوة الصالحة فيهما، لأن فعل الخير والاتصاف بالكمال دعوة إليهما بالعمل وهي أبلغ من الدعوة بالقول، ومن حيث انتشارهما في الناس وسعادة الناس بهما، إذا طلب الإمامة من هذه الحيثيات فطلبه مشروع محمود وهو طلب عباد الرحمن المذكور في الآية، وإذا طلب الإمامة والتقدم لأجل الترأس والتقدم فهذا طلب مذموم من عمل المتكبرين لا من عمل المتقين، فعلى الداعي أن يميز هذا التمييز ليخلص القصد في دعائه ويكون على صواب فيه.
[كلمة عظيمة من إمام عظيم]
قال مجاهد- التابعي الجليل الثقة الثبت المفسر الكبير-:
((أئمة نقتدي بمن قبلنا ويقتدي بنا من بعدنا)) ذكره البخاري ورواه ابن جرير بسند صحيح. يعني أن الذين يقتدي بهم الناس من بعدهم هم الذين كانوا يقتدون بسلفهم الصالح من قبلهم، فالذين أحدثوا في الدين ما لم يعرفه السلف الصالح لم يقتدوا بمن قبلهم فليسوا أهلاً