عند واحد منهم، وإن اقتدى ببعض المغرورين المتعجرفين ممن لم نعلمهم حتى الآن فالحجة من الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح وشيوخ الطريقة المتقدمين قاطعة به وبأمثاله أجمعين والحمد لله رب العالمين.
[الخاتمة: في نصيحة نافعة ووصية جامعة]
اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجملكم بعزة الاتباع، وجنبكم ذلة الابتداع، أن الواجب على كل مسلم في كل مكان وزمان أن يعتقد عقدا يتشربه قلبه وتسكن له نفسه؛ وينشرح له صدره، ويلهج به لسانه، وتنبني عليه أعماله، أن دين الله تعالى من عقائد الإيمان، وقواعد الإسلام، وطرائق الإحسان إنما هو في القرآن والسنة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين وأن كل ما خرج عن هذه الأصول ولم يحظ لديها بالقبول- قولا كان أو عملا أو عقدا أو احتمالا فإنه باطل من أصله- مردود على صاحبه- كائنا من كان في كل زمان ومكان- فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى، فقد تضافرت عليها الأدلة- من الكتاب والسنة- وأقوال أساطين الملة- من علماء الأمصار- وأئمة الأقطار- وشيوخ الزهد الأخيار- وهي لعمر الحق لا يقبلها إلا أهل الدين والإيمان- ولا يردها إلا أهل الزيغ والبهتان، والله أسأل التوفيق لي ولكم ولجميع المسلمين والخاتمة الحسنة والمنزلة الكريمة في يوم الدين آمين والحمد لله رب العالمين.
قال مؤلفه عبد الحميد بن باديس عفا الله عنه: فرغت من تحريره بين عشية يوم الإثنين وصبيحة يوم الثلاثاء السادس والعشرين والسابع والعشرين من ذي الحجة الحرام عام ١٣٤٠ (١).
(١) رسالة: جواب سؤال عن سوء مقال ص١ - ٢٠ الطبعة الجزائرية الإسلامية بقسنطينة (دون تاريخ).