للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تَشْرَبُونَ} (١) ولصالح: {مَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} (٢) ولشعيب: {وَمَا أَنْتَ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} ٣١) ولموسى وهرون: {أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا} (٤) وفي سورة إبراهيم عن قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم أنهم قالوا لرسلهم: {إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا} (٥) فقال المشركون للنبي- صلى الله عليه وآله وسلم- ما قاله أمثالهم لإخوانه المرسلين عليهم الصلاة والسلام.

[تعليل]

ما اعترض المعترضون على الرسل ببشريتهم إلا من جهلهم وسوء نظرهم وغباوتهم، أما جهلهم فقد جهلوا ما في البشرية من استعداد لنيل أرقى الكمالات وجهلوا ما تقتضيه الرسالة من مشاكلة بين الرسول والمرسل إليهم لتحصل المفاهمة والإتصال. وجهلوا ما يؤهل به البشر لرتبة الرسالة من كمال في الروح والعقل، والأخلاق والسلوك مما كان الرسل متصفين به كله أمام أعين أقوامهم، وأما سوء نظرهم فإنهم نظروا إلى بشرية الرسل فقاسوهم بهم وقالوا لهم أنتم مثلنا مع وجود الفارق الواضح بينهم وبين الرسل في الصفات النفسية التي بها كمال الإنسان، وأما غباوتهم فإنهم لغلبة الجسمانيات على حسهم وإهمالهم استعمال عقولهم لم يتفطنوا للكمال المشاهد الذي امتاز به الرسل بين أقوامهم.


(١) ٣٣/ ٢٣ المؤمنون.
(٢) ١٥٤/ ٢٦ الشعراء.
(٣) ١٨٦/ ٢٦ الشعراء.
(٤) ٤٨/ ٢٣ المؤمنون.
(٥) ١٤/ ١٠ إبراهيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>