رضي الله عنه- عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري- رضي الله عنهم- سمعت أبا موسى مرارا يقول: قال رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-: إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا، والسفر نوع من الشغل.
[تفريغ آخر]
وإذا كان المؤمن عاملا في طاعة الله- تعالى- أيام صحته، وفراغه، ثم مرض فإن له أجرين أجرا على ما كان يعمل في صحته بدليل ما تقدم، وأجرا على مرضه لقوله صلى الله عليه وآله وسلم:«مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حَزَن حتَّى الشَّوْكَةُ يُشَاكُها إِلاَّ كفَّر اللَّه بهَا مِنْ خطَايَاه». رواه البخاري- رضي الله عنه- وكذلك إذا شغل بالسعي على نفسه أو على العيال، فإن له أجرين أجر ما شغل عنه، وأجر سعيه على عياله، وأدلة ثواب الساعي على عياله كثيرة منها حديث الرجل الذي رأى الصحابة- رضي الله عنهم- من جلده ونشاطه فقالوا: يا رسول الله، لو كان في سبيل الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم-: إن خرج يسعي على ولده صغارا فهو في سبييل الله، وإن كان خرج يسعى على أبوين شيخين كبيرين فهو في سبيل الله، وإن كان خرج يسعى على نفسه يعفها فهو فبي سبيل الله. رواه الطبراني بسند صحيح. ومثله من شغل بطاعة عن طاعة كمن شغل بالرباط عن نافلة الحج، مثلا لأنه إذا كان المشغول بالسفر المأذون فيه يكتب له ما كان يعمله مقيما لأن نيته المداومة لولا عارض السفر- فالمشغول بالطاعة عن طاعة كان ينوي فعلها لولا عروض الطاعة الأخرى- أحرى وأولى.
[سلوك العاملين بهذه الأحديث]
يعمرون أوقاتهم كلها بالأعمال، أعمال القلب أو أعمال اللسان وأعمال