للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(دين روحاني جسماني أخروي دنيوي من مقاصده هداية الإنسان إلى السيادة في الأرض بالحق ليكون خليفة الله في تقرير المحبة والعدل) وأن إرشاد المسلمين يجب أن يكون- مع تصحيح عقائدهم ونهيهم عن المحرمات وحثهم على الطاعات- إلى المدنية والمحافظة على ملكهم ومباراة الأمم العزيزة في العلوم والفنون والصناعات وجميع مقومات الحياة.

[تنسكه]

حبب إليه كتب الإحياء مجاهدة نفسه على طريقة الصوفية بترك أطيب الطعام والإكتفاء بقليله والنوم على الأرض وغير ذلك وأخذ أوراد الشاذلية عن شيخه أبي المحاسن القاوقجي أعبد عباد شيوخ الطريق في وقته ورغب منه أن يسلكه الطريق على الأصول العملية إذ لم يعجبه أن يسلك الطريق على وجه صوري من تلاوة الأوراد وحضور الاجتماعات فقال له الشيخ (يا بني إنني لست أهلاً لما تطلب فهذا بساط قد طوي وانقرض أهله) ثم تلقى الطريقة النقشبندية وقطع مراتبها كلها فكان تنسكه- أولاً - تصوفا طرقيا شاذليا فنقشبنديا بما فيه من حق وباطل وهدى وضلال.

[تخلص نسكه من الباطل والضلال]

دعاه شغفه بكتاب الإحياء إلى اقتناء شرحه الجليل للإمام المرتضى الحسيني فلما طالعه ورأى طريقته الأثرية في تخريج أحاديث الإحياء فتح له باب الاشتغال بعلوم الحديث وكتب السنة وتخلص مما في كتاب الإحياء من الخطأ الضار- وهو قليل - ولا سيما عقيدة الجبر والتأويلات الأشعرية والصوفية والغلو في الزهد وبعض العبادات المبتدعة، وترك أوراد الشاذلية لما علم أن قراءتها (من البدع التي جعلت من قبيل الشعائر والشرائع التي شرعها الله تعالى على ما فيه (أي ورد

<<  <  ج: ص:  >  >>