لا يسمع والطود الأشم الذي لا يتزعزع. وكان جواب رجالها على المساومة الأخيرة أن كونوا المؤتمر الإسلامي الجزائري العام فأوقفوا الأمة كلها خلف النواب الأحرار، ووضعوا على رأسه ابن جلول، وأعلنوا ثقتهم بالحكومة الشعبية وأحزابها.
هال هذا الموقف الجدي وهذا المظهر الرائع من الأمة الإسلامية الجزائرية نواحي لا تعيش إلا على فقر هذه الأمة وجهلها وتفرقها وعدته ذنبا جديدا من ذنوب الجمعية أتى على ما قبله وأفزع بما بعده فابتدأ من تلك النواحي موقفها الجديد وسلاحها الجديد، وكان من آثار ذلك الموقف حادثة الاغتيال والاعتقال ورمي الشيخ الحبيباتني بالرصاص، وكان من السلاح الجديد حضرة الدكتور الزعيم ...!
[وافق شن طبقة]
فبينما تلك النواحي تحرق الارم على الجمعية التي لم يكفها جمع الأمة على العلم والدين والتهذيب حتى عملت على جمعها على هذا المؤتمر العظيم، وتسف للدنايا لتنسف الجمعية نسفا وتصم رجالها- كذبا وزورا- بكل إفك وشين، إذا بها: تلك النواحي تسمع زمجرة الدكتور ووقيعته في الجمعية وبغيه لها الكيد.
وبينما هو الآخر يتحرق من الغيظ على الجمعية التي عملت على تكوين مؤتمر يظهر فيه رجال وتوزن فيه الأعمال، ويسمع فيه الزعيم ما لم يعتد سماعه من انتقاد، إذا به يشاهد أيديا من تلك النواحي تلوح له بالرضاء وما وراء الرضاء، وتوميء إليه بالقضاء على أولئك العلماء المشوشين المتدخلين في السياسة كل القضاء، فأسرع إلى الأحضان وأصبح الحبيب المقرب والصديق الممدح، الذي تفتح له الأبواب، وتفسح له الرحاب، ويدخل بلا استئذان، ويناديه متصرف "بريفي" قسنطينة من نافذة سيارته في طريق سكيكدة "سالي دكتور ... "