"الأحزاب" من كتاب الأحكام: وعهدنا إليكم عهدا لن تجدوا له ردا، أن أحدا لا ينبغي أن يذكر نبيا إلا بما ذكره الله لا يزيد على ذلك، اهـ. وقال الإمام الصوفي أبو عبد الله بن الحاج في كلامه على المواسم من كتاب المدخل: وقد قال علماؤنا- رحمة الله عليهم- أن من قال عن نبي من الأنبياء في غير التلاوة والحديث أنه عصى أو خالف فقد كفر نعوذ بالله من ذلك، اهـ. ونقل هذا الكلام عنه الشيخ محمد الزرقاني في قسم الخصائص من شرحه للمواهب وسلمه: ولا يخفى أن حكم التعريض في هذا المقام حكم التصريح. فنعوذ بالله بالدين وتوقع في سوء الأدب مع سيد المرسلين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
الفصل الثالث: في أن هذا المقال لا يصدر من العارفين.
اعلم أن السادة العارفين هم أرسخ الناس قدما في محبة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- وتعظيم حرمته، ومراعاة شريف جانبه، وتعزيزه وتوقيره وبره. تجد ذلك في صلواتهم عليه، وفي أدعيتهم لله تعالى عند ذكره، والتوسل به، وفي مناجاتهم له عند الشوق إليه، وفي تأليفهم عند الكلام في حقه. وهذه أشياء مروية عنهم، معروفة منهم، لا تحتاج إلى شاهد ولا تخفى على طالب بل هم أكثر الناس أدبا مع شيوخهم ومربيهم ومريديهم، بل هم آدب الناس من جميع الناس، قال قائلهم: من لا أدب له لا شريعة له ولا إيمان له ولا توحيد له، وكتبهم بهذا طافحة وسيرهم أصدق شاهد عليه فمعاذ الله أن يكون مرتكب ما تقدم مع الإصرار عليه من عامة عامتهم فضلاً عن أن يكون ممن فوق ذلك إذ لا نشك أن ذلك الخطاب الغليط الجافي لا يقوله المؤمن العامي الباقي على فطرة الإيمان، فضلا عن أهل الخصوصية