الرسول إنسان ذو روح طاهرة نورانية علوية بها تأتى له تلقي الوحي من الملائكة وذو جسد بشري عليه ضروريات البشرية الخلقية دون نقائصها الكسبية لأنه مصرف بتلك الروح العلوية الظاهرة التي لا يصدر عنها إلا الخير، وبهذا الجسد البشري تأتي للبشر الأخذ عنه والإاقتداء به ومأخذ هذه العقيدة من الآيات التي تلوناها في فصل التعليم المتقدم.
[تحذير]
علينا أن نحذر من أن نعترض أو نحكم بالأنظار السطحية دون بحث عن الحقائق أو أن نلحق شيئاً بشيء دون أن تتحقق انتفاء جميع الفوارق. فقد انتشرت بعدم الحذر من هذين الأمرين جَهالات وارتكبت ضلالات، وبالنظر السطحي ازدرى إبليس آدم فامتنع من السجود له واعترض على خالقه فكانت عليه اللعنة إلى يوم الدين وبعدم النظر إلى الفوارق قال أحد ابني آدم لأخيه لما تقبل قربانه دونه هو {لَأَقْتُلَنَّكَ} حتى ذكره أخوه بوجود الفارق فقال: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}(١) وحقيقة الأول ترجع إلى الجهل المركب وحقيقة الثاني ترجع إلى القياس الفاسد وهما أعظم أصول الفساد والضلال.
[سلوك]
الأنبياء والمرسلون أكمل النوع الإنساني وهم المثل الأعلى في كماله وقد كان أصل كمالهم بطهر أرواحهم وكمالها فأقبل على روحك بالتزكية والتطهير والترقية والتكميل ولا سبيل إلى ذلك إلا بالاقتداء بهم