في مثل هذه الأيام منذ قرن مات أجدادكم المجاهدون المدافعون والفرنسيون المهاجمون في ميدان البطولة والشرف، وطويت صفحة من التاريخ على شهادته بالشجاعة والتضحية للغالب والمغلوب.
ومضت مائة سنة كانت كافية لنسيان تلك المأساة، وضمد تلك الجروح وتقريب السكان المتجاورين بعضهم من بعض.
لكن قوما من الأنانيين الذين يأبون إلا أن يكونوا سادة متفوقين، وإلا أن يشعروا المسلمين بسلطة الغالبين على المغلوبين، هؤلاء القوم- وليسوا كل الفرنسيين- أرادوا في هذه الأيام أن يقيموا احتفالات عسكرية بدخلة قسنطينة، تثير العواطف، وتمس كرامة الأحياء منا والأموات وتنافي مبادئ الأخوة والرحمة التي ندعو إليها.
يحتفلون احتفالاتهم ومطالب الشعب الجزائري بعرقلتهم معطلة، وحقوقه بسعيهم مهملة وسوط القوانين الاستثنائية نازل بيدهم على ظهره في كل يوم.
لهذا فقد اجتمعت ١٤ جمعية إسلامية من جمعيات قسنطينة يوم
(١) احتفال فرنسا بمرور مائة سنة على احتلال قسنطينة.