للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ثناء عمر - رضي الله عنه -]

كان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: "أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا" يعني بلالا فقرنه بأبي بكر في سيادتهم اعترافاً له لما كان من سبقه للإسلام وصبره على البلاء فيه وما كان عليه في دينه وفضله ومكانته عند النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -، وقد كان عمر - رضي الله عنه - شديد التعظيم للسابقين الأولين والتقديم لهم وخصوصاً أهل المنازل الخاصة عند النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حتى قال لابنه عبد الله بن عمر لما رجح عليه أسامة بن زيد في العطاء: كان أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - منك وكان أبوه أحب إليه منك هذا وإن كانت منزلة عمر - رضي الله عنه - معروفة في الفضل لكنهم هذه أخلاقهم - رضي الله عنهم - ينسون أنفسهم عندما يتحدَّثون على فضل غيرهم حتى كأنهم لا يعرفون لأنفسهم فضلاً.

[تبشيره بالجنة]

راى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ليلة أنه دخل الجنة وسمع (١) خشف نعْلي بلال بين يديه في الجنة فقال له حدثني بأرجى عمل عملته عندك في الإسلام منفعة، فقال بلال ما عملت عملا في الإسلام أرجى عندي منفعة من أني لا أتطهر طهورا تاما في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب الله لي أن أصلي (٢) وكان لا يحدث إلا توضأ وصلى.

فكان يصل الحدث بالوضوء والوضوء بالصلاة فلا يكون إلا على طهارة ولا تنفصل طهارته عن الصلاة فهذه الطَّهارة الدائمة والصلاة الملازمة هي التي عدها أرجى أعماله في الإسلام عنده منفعة. ذلك


(١) صوتها عند تحركها في المشي.
(٢) في مسند أحمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>