للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوجدته كما قال ابن العربي بل أزيد" فعد ستة عشر نفساً غير مالك رووه عن الزهري وعزاها لمخرجيها قال: "ولم ينفرد الزهري به بل تابعه يزيد الرقاشي عن أنس. أخرجه أبو الحسن الموصلي في فوائده ولم ينفرد به أنس بل تابعه سعد بن أبي وقاص وأبو برزة الأسلمي في سنن الدارقطني وعلي بن أبي طالب في المشيخة الكبرى لأبي محمد الجوهري وسعيد بن يربوع والسائب بن يزيد في مستدرك الحاكم" قال: "فهذه طرق كثيرة غير طريق مالك عن الزهري عن أنس، فكيف يحل لأحد أن يتهم إماماً من أئمة المسلمين بغير علم ولا إطلاع" انتهى. لله در ابن العربي لما وعدهم ولم يخرج لهم شيئا، لقد ضن بعلمه على المعاندين ولم يعدم حقه من ينصره ولو كان ذلك بعد قرون، وجزى الله الحافط ابن حجر عن العلم وأئمته خير جزاء.

ولنعد إلى نقل كلام مترجميه فيه، قال ابن فرحون: "وقدم بلده إشبيلية بعلم كثير لم يأت به أحد قبله ممن كانت له رحلة إلى المشرق، وكان من أهل التفنن في العلوم والاستبحار فيها والجمع لها متقدماً في المعارف كلها متكلما في أنواعها نافذاً في جميعها حريصا على أدائها ونشرها ثاقب الذهن في تمييز الصواب منها. ويجمع إلى ذلك كله آداب الأخلاق مع حسن المعاشرة وكثرة الاحتمال وكرم النفس وحسن العهد وثبات الود".

[ولايته للقضاء]

ولي قضاء قضاة كورة بلده إشبيلية فقام فيه بالعدل والقوة ولحقه من جراء ذلك بلاء ومحنة أبقت ثناء وذكراً ثم صرف عنه.

قال ابن الزبير: "وولي القضاء مدة أولها سنة ثمان "لعله بعد الأربعمائة" (١) فنفع الله به لصرامته ونفوذ أحكامه، والتزام الأمر


(١) الصواب أنه ولي القضاء سنة ٥٠٨ه لأن سفره إلى الشرق كان سنة ٤٨٥ه. ١٣٦

<<  <  ج: ص:  >  >>