وإنما يناسبه استحضار عظمة الرب وإنعامه ولازم حقه ليمتثل أمره ونهيه في وجوه الأخذ والعطاء والقضاء والإقتضاء.
[ذكر اللسان وهو ضربان]
الأول: ذكر الله- تعالى- بالثناء عليه والاعتراف بنعمه وإظهار الفقر إليه بأنواع الأذكار والدعوات ... وهذا الذكر شرط الإعتداد به حضور القلب عنده. ومن أظهر الآيات الواردة فيه قوله تعالى: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ (٢)} فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بلغ في حجته المشعر إتسقبل القبلة ودعا وكبَّر وهلَّل ووحَّد.
فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما بلغ في حجته المشعر استقبل القبلة ودعا وكبَّر وهلَّل ووحَّد.
الثاني: ذكره تعالى يدعوة الخلق إليه، وإرشادهم إلى صراطه المستقيم الموصل إليه بتعليم دينه والتنبيه على آياته وإنعاماته وتبيين محاسن شرعه وتفهيم أحكامه وشرح حكمته في خلقه وأمره والترغيب والترهيب بوعده ووعيده، وهي وظيفة الأنبياء والمرسلين في التبليغ عن ربِّ العالمين واتِّباعهم للمؤمنين، إلى يوم الدين، ولذا قال عطاء: مجالس الذكر هي مجالس الحلال والحرام، كيف تشتري وتبيع وتصلي وتصوم وتنكح وتطلق وتحج ... وأشباه هذا. وما سمَّاه قليل من كثير قصد به تقريب التبيين بالتمثيل.
[ذكر الجوارح وهو ضرب واحد]
فذكرها إستعمالها في الطاعات، وكل عمل لها أو انكفاف على مقتضى الشرع، فهو طاعة، وكل طاعة لله فهي ذكر، فكل عامل لله