للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[التراكيب]

قرنت جملة (نُنَزِّلُ) بالواو مع أن ما قبلها إنشائية وذلك على وجهين: الأول أن تكون معطوفة على جاء الحق، أي وقل ننزل، فعطفت الخبرية على الخبرية التي لها حل، وهو المفعولية بالقول. الثاني: أن تكون الواو للإستئناف وهي في الحقيقة صلة في الكلام لتقويته وقرنت جملة لا يزيد بالواو لأنها معطوفة على جملة الصلة، وعبر بالمضارع في ننزل ويزيد قصداً لمعنى التجدد لأن الآيات كانت تنزل شيأ فشيأ وتنكير شفاء ورحمة للتعظيم. وقدم الشفاء لأنه برء من النقص على الرحمة لأنها حصول الكمال تقديم التخلية على التخلية وآيات القرآن الكريم سبب في حصول الشفاء فجعلت هي شفاء على طريق المبالغة تنبيهاً على تحقق حصوله بها.

[المعنى]

وننزل عليك يا محمد بسبب الوقائع والمناسبات آيات من القرآن العظيم، هي شفاء يستشفي بها المؤمنون، ونعمة عظيمة أنعمنا بها عليهم، يؤمنون بها ويحلون حلالها، ويحرمون حرامها، ويعملون بما فيها، فينالون سعادة الدنيا والآخرة. أما الكافرون الظالمون الذين قابلوا بالكفر ما يجب أن يقابل بالإيمان وقابلوا بالرد ما يجب أن يقابل بالقبول فإن نزول تلك الآيات يكون سبباً في زيادة خسارهم وضياع الخير عليهم. إذ كل آية من تلك الآيات كانت كافية في شفائهم لو استشفوا بها ونزول الرحمة عليهم لو اهتدوا بها إلى الإسلام لكنهم يقابلون كل آية بالكفر والجحود فيخسرون في كل مرة كنزاً عظيماً، وهكذا يزداد خسارهم بقدر كفرهم المتجدد بنزول الآيات.

[تنظير]

وصف الله تعالى القرآن بأنه شفاء في مواضع من كتابه منها هذه،

<<  <  ج: ص:  >  >>