حول منع الإباضية إخوانهم المالكية من الأذان بغرداية
ــ
كنا من أول من كتب في هذه المسألة بأسف وحسرة، وأحلنا بإصلاح ذات البين فيها على الأدباء والفضلاء من إخواننا الإباضيين الذين نعرفهم بقسنطينة وبالعاصمة وبميزاب، ثم رأينا الأمر لا يزداد إلا تفاقما والفتنة لا تزداد إلا اتقادا رغم سعي بعض الفضلاء بالعاصمة في إصلاح ذات البين ورغم كتابة كاتب الشرق والإسلام التي تؤثر في الصم الصلاب. فلما رأينا ذلك لزمنا السكوت لعلمنا أن الكلام بعدئذ لا يرتق الفتق بل يزيده وسعا. فسكتنا منتظرين لطف الله في إلهام الفئتين رشدهما وتنزيل أسباب الرحمة والأخوة بينهما، غير أن هذا السكوت لم يرض واحدة من الفئتين.
فأما إخواننا الإباضية فإننا التقينا بالشيخ إبراهيم أطفيش بقالمة فوجدناه يحمل حنقا شديدا على"الشهاب" وصاحبه لأنه علم أن المالكية جعلوا "مؤتمرات في الأغواط" وأن صاحب، الشهاب، حضرها ولأن الشهاب لم ينشر ما يبين به الحق في المسألة، فأقنعناه أن مسألة المؤتمرات وحضورنا لها اختلاق محض كان على حضرته أن يتثبت في نقله قبل أن يسيء مقابلتنا به وأن "الشهاب" لا يتوخى فيما ينشر إلا إصلاح ذات البين ووعدناه بأن نقول كلمة خير للجميع إذا وجدنا لها مناسبة.
وأما إخواننا المالكية فقد جاءنا كتاب منهم من العاصمة من جماعة كثيرة يعتبون ويلومون على " الشهاب" في سكوته، وبلغ بهم الحمق