للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأل فيه للعهد. الغيب: الخلوة عندما يغيب الإنسان عن عيون البشر، التبشير الاخبار بما يسر، المغفرة ستره الذنب بالتجاوز عنه وعدم المؤاخذة به. الأجر: الجزاء على العمل. الكريم: الطيب الشريف في نفسه النافع في أثره الذي لا يشوب ذاته نقص، ولا منفعته ضرر، وأفاد المضارع في تنذر تحديد الإنذار للمتبعين، وذكر اسم الرحمن ليفيد التركيب أنهم يخشونه مع العلم برحمته، وذلك يقتضي جمعهم بين الخوف والرجاء.

[الترتيب]

ذكر المنتفعين بعد المأيوس من انتفاعهم ترقيا من الأدنى إلى الأعلى، ولأنهم كالزبدة التي يحصل عليها بعد طرح غيرها، ولإراحة القلب من أولئك لتتوجه العناية التامة إلى هؤلاء، وذكرت الخشية بعد الاتباع لانها لا تحصل إلاَّ به. وجيء بعد بالتبشير مقرونا بالفاء لأنه إنَّما يكون لأهل الاتباع والخشية بسبب اتباعهم وخشيتهم. وذكر الأجر بعد المغفرة لأن التحلية بعد التخلية والتزين بعد ازالة الادران.

[المعنى]

انما يتجدد انذارك وينتفع به الذين آمنوا وهم الذين اتبعوا القرآن وخافوا الله في خلواتهم لصدق ايمانهم خاشين نقمته راجين رحمته، وهؤلاء كما تنذرهم وينتفعون بانذارك بشرهم على اتباعهم للقرآن وخشيتهم بالغيب للرحمن بمغفرة ذنوبهم وجزاء شريف رفيع طيب نافع لا نقص فيه ولا تنغيص- على أعمالهم.

[دفع إشكال]

أمر النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- بالإنذار العام، ثم كان ممن أنذرهم قوم مأيوس منهم، وهؤلاء هم المراد بقوله تعالى:

<<  <  ج: ص:  >  >>