للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أعرض): صد بوجهه إلى ناحية أخرى، فأرى عرض وجهه، أي ناحية وجهه. (نئا): بعد. (بجانبه): بناحيته، بشقه الأيمن أو الأيسر، والباء للتعدية، أي أبعد جانبه. (مسه): أصابه. (الشر): البلايا والرزايا بأنواعها. (يئوسا) شديد اليئوس والقنوط وعدم انتظار الفرج.

[التركيب]

جييء بفعل الشرط وجوابه ماضين لتحقق وقوعهما، ولذلك كان التعليق بإذا، وجواب الشرط والفعل والمعطوف عليه فيهما الصورة التامة للمعرض غاية الإعراض، فإنه يصرف عنك وجهه، وهذا مفاد الفعل الأول. ويلوي عنك عطفه ويعد جانبه ويوليك ظهره، وهذا مفاد الفعل الثاني. ثم هما كناية عن الإستكبار وعدم الإكتراث والإلتفات إلى مولى النعم، سواء حصلت هذه الصورة بالفعل أو لم تحصل.

[المعنى]

وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض تمام الإعراض إما بعدم قبول تلك النعمة استكباراً أو تهاوناً، كما يكون من الذين يكفرون بالقرآن أو يخالفونه، وهو من أعظم نعم الله عليهم، وإما بعدم القيام بحق الله في تلك النعمة وعدم شكره عليها، كنعمة العقل والبدن والحال وغيرها إذا لم تستعمل في طاعة الله ولم يقم بحقه فيها. وإذا مس الإنسان الشر ونزلت به المصائب وحلت به النوائب إستولى عليه اليأس والقنوط وانسدت في وجهه أبواب الرجاء.

[توجيه]

يرتبط اليئوس من رحمة الله بالإعراض عن نعمته من جهتين: الأول أن من أعرض عن نعمة الله فقد قطع صلته بخالقه وذهب ممعنا في

<<  <  ج: ص:  >  >>