كانت ساعة إجابة وانقضت فبردت الدعوة لصاحبها أو كان يستحق الدعوة من سبق إليها برغبته مبتدئا دون من جاء ثانيا تابعا. وفضيلة السبق لها أثرها.
٢ - سيفه الذي يسمى العون: كان عكاشة قد أبلى البلاء الحسن يوم بدر فضرب بسيفه حتى انقطع في يده فناوله رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- جذلا من حطب وقال قاتل بهذا يا عكاشة فلما أخذه وهزه عاد في يده سيفاً صارماً طويلاً.
[بيان]
ذكر هذا إبن إسحاق وغيره. وانقلاب الجذل سيفا هو من جنس ما تواتر تواتراً معنوياً أمن تأثر المواد الجامدة بلمسه أو دعائه. والذي كمل الله روحه حتى تزكت على يده نفوس تلك الأمة الأمية المنغمسة في حمأة الشرك، والوثنية حتى كان منها في أقرب وقت هداة البشرية ليس بكثير في حقه أن تتأثر بلمسه الجمادات.
[إقادة رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- له من نفسه]
روى أبو نعيم في "الحلية" حديثا في وفاة رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- مطولاً وفيه ان رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- أعطى قضيباً لعكاشة ليقتصَّ لنفسه من رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- بضربة كان ضربه رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- إياها بذلك القضيب، وهو حديث موضوع. قال السيوطي: آفته عبد المنعم. وقال ابن الجوزي: هذا حديث موضوع لا محالة. كافأ الله من وضعه، وقبح من شين الشريعة بمثل هذا التخليط البارد والكلام الذي لا يليق بالرسول ولا بالصحابة، والمتهم عبد المنعم بن ادريس. قال أحمد بن حنبل: كان يكذب على