وعلى مدير مجلة الشهاب السيد أحمد بوشمال وذكرتهم بمسامحتنا وسترنا للواقعة حتى لا يقع بسببها شر. كل ذلك لما نحن مصممون عليه من منع كل فتنة بين السكان وذكرت لهم أنهم غير ما مرة اجتمعوا مع جماعة المسلمين أمام رجال دار "البريفي" وفي كل مرة تعدون بكف سفهائكم ولكن الاعتمداء يتجدد، فهذا إما لأن عامتكم لا تحترمكم ولا تنقاد إليكم وإما لأنكم أنتم لم تصدقوا في تهدئتهم وكفهم عن الشر وإذا كانت عامتكم لا تنقاد إليكم والحكومة لا تنزع منها السلاح فمن الذي يكفها ويرد عنا شرها؟
انتهى المجلس باعتذارهم عما وقع ووعدهم- كالعادة- بكف سفهائهم، وتصافح الجميع وتصافت الخواطر وخرج المجتمعون كلهم متواعدين على العمل على تنزيل العافية وتوطيد الأمن.
[مساء السبت]
اجتمعت بالدكتور جلول فاتفقنا على أن نخطب في الناس لتهدئتهم، ورأينا وجوب المبادرة بذلك قبل دخول الليل وكان هذا في آخر النهار نحو الخامسة ونصف فأمرنا من نادى في الناس بالاجتماع في الجامع الكبير على الساعة السابعة فما جاءت الساعة السابعة حتى امتلأ الجامع الكبير بالناس من جميع طبقاتهم رغم ضيق ما بين وقت المناداة ووقت الاجتماع وكان الناس في تهيج شديد وتأثر بالغ فقد ضرب اليهود بعض أفراد في ذلك المساء وقبل أن أصعد على كرسي الخطابة نادى جماعة بأن اليهود ما زالوا يحملون السلاح لقتلنا وقد ضربوا وجرحوا في هذا المساء منا فبادرت بالصعود على الكرسي وافتتحت الخطاب واستطعت- بإذن الله- التغلب على تلك العواطف الثائرة، وأظهروا الطاعة والقبول فنزلت عن الكرسي وصعد الدكتور جلول فألقي خطابا مؤثرا فازداد الناس قبولا وخرج ذلك الجمع الذي يقدر بالآلاف هادئا