للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المناسبة]

لما أفادت الآية السابقة أن التوبة تمحو السيئات، جاءت هذه الآية إثرها تبين ما لأهلها من جزيل الإنعامات وعظيم الدرجات.

[المفردات]

المتاب: مصدر كالمرجع.

[التراكيب]

خالف جواب الشرط وهو يتوب فعل الشرط وهو تاب بمتعلقه وهو إلى الله ومعموله وهو متابا، وعبر بالمضارع في الجواب ليفيد التجدد باعتبار تجدد المثوبات للراجعين إلى الله، وتنوين متابا تنوين تفخيم وتعظيم.

[المعنى]

ومن تاب التوبة الصادقة وعمل عملا صالحا دليلا على صدق توبته فإنه يرجع إلى الله الذي يحب التوابين ويحب المتطهرين، ويحسن لقاءهم ويجزل ثوابهم، رجوعا وأي رجوع رجوع العز والتكريم إلى الحليم الكريم.

[ترغيب]

دعا الله بهذا عباده المذنبين حتى لا يتسرب القنوط إلى قلوبهم، وهو محرم عليهم ولا يحول بينهم وبين خالقهم ذنب، وإن عظم، ورغبهم في التوبة بأنها رجوع إليه وكفى، وأن الرجوع إليه فيه من الخير والشرف فوق ما تصوره الألفاط، فما أحلمه من رب كريم وما أرحمه بعباده المذنبين، فهذا داعي الله فأجيبوه وهذا باب الله فَلِجُوه فإنكم مهما رجعتم إليه لا تطردون ومهما قصدتم إليه تقبلوا وتكرموا.

<<  <  ج: ص:  >  >>