للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحدكما في: {لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً} لان تنزيل الجملة أقوى من إنزال التفصيل. (الفرقان): أصله مصدر فرق بمعنى فصل وهو أبلغ في الدلالة على المعنى من فرق المصدر المجرد بما فيه من زيادة الألف والنون كما كان القرآن أبلغ من القراءة لذلك. وهو هنا اسم من أسماء هذا الكتاب الكريم. (نذير): مادة نذر كلها ترجع إلى الإعلام والتحتيم، فمنها نذر على نفسه الصوم أوجبه وحتمه وأعلم به ونذر بالعدو كفرح علم به وأنذره أعلمه، ولا يستعمل إلاَّ في إبلاغ ما فيه تخويف فهو إعلام بتأكيد وتحتيم. ونذير هنا بمعنى منذر من فعيل بمعنى مفعل.

[التراكيب]

(الَّذِي نَزَّلَ): عرف المسند إليه بالموصولية لزيادة تقرير الغرض الذي إليه سيق الكلام، لأن الغرض بين كمالات الله تعالى وإنعاماته وتنزيل الفرفان منها، فهو من أعظم نعم الله على البشر ومن آيات الله الدالة على قدرته وعلمه وحكمته. (عبده): إضافة تشريف لأنه أكمل العباد.

[المعنى]

تقدس وتعاظم الرب الذي نزل الكتاب الذي يفرق بين الحق والباطل والهدى والضلال وحزبيهما من الناس مفصلاً آيات آيات على محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- أكمل عباده ليكون بذلك الكتاب لجميع الأنس والجن منذراً لهم، بعلمهم بعذابه ويخوفهم بشديد عقابه إن لم يعبدوه وحده ويخلعوا غيره من آلهتهم الباطلة ويدخلوا في الدين الذي جاءهم به وهو الإسلام.

[توحيد]

هذا الفعل وهو (تبارك) لا يسند إلاّ إلى الله تعالى، ذلك لأن

<<  <  ج: ص:  >  >>