قام الشرطة المسلمون بواجبهم ولم تغلب عواطفم على أمانتهم حتى تقدم منهم من حرس باب المعتدي الأثيم الياهو خليفي. أما الشرطة اليهود فقد كان منهم من أطلق النار ومنهم من قتل وهو شرطي عين البيضاء.
[الأمة]
وفى المسلمون بوعدهم لجماعتهم فلم يكن منهم أي اعتداء، أما اليهود فما زال الاعتداء يتكرر منهم على من ينفردون به وحده كما فعلوا ببعلي سليمان بن لخضر. ومن أقرب ذلك رمى صبيانهم نوافذ من جامع سيدي الكتاني فكسروها. نقول هذا ونحن على ثقة من تعقل إخواننا المسلمين وعدم التفاتهم إلى هذه الأفعال الطائشة التي تتولى أمرها العدالة وأنهم يبلغون كل ما يلحقهم إلى العدالة لتقوم بواجبها نحو المعتدين كما طلبنا منهم في خطبنا ووعدوا به وهم الموفون بما وعدوا.
[القتلى]
دفن اليهود قتلاهم في مشهد حافل، أما قتلانا- وهم الرجل الذي قتل يوم الأحد والصبي الذي قتله الشرطي بعين البيضاء والذي مات من جراحه بعد ذلك- فإنهم دفنوا دون أن يشيعهم أحد، ودون أن تقال عليهم كلمة ودون أن تراق عليهم دمعة.
علمنا أنهم يدفنون هكذا وسكتنا- لا لهون المصاب علينا ولا لقلة ألمنا وحزننا- ولكن موافقة للإدارة على تجنب كل ما قد يثير العواطف ويكون مخيف العاقبة، وعلمت الأمة بهذا ورضيت به انقياداً لرجالها لما لها بهم من الثقة وإظهاراً لما عندها من الرغبة في الهدوء والسكينة والتغلب على العاطفة أمام ما فيه مصلحة عامة.